![]() |
الرئاســــة والقـــيادة
ان مصطلح الرئاسة يأتي غالبا مرتبطا بمصطلح القيادة والقيادة تختلف عن الرئاسة٠ يستطيع الفرد ان يقود نفسه او ان يقود منظمة او شركة او قاربا او سيارة او ان يقـتاد اعماله تجاه هدف معين ، ويستطيع الفرد ايضا ان يستسلم لقيادة الاخرين وفي هذه الحالة ربما يحتاح ذلك الفرد، اي العامل او الموظّف، الي رئيس يعتني باموره وهنا تظهر اهمية مصطلح الرئاسة٠
فاذا كان العامل او الموظف في حاجة الي من يتـتـبع اعماله بدقـة، فيمكن للرئيس ان يقوم بدور القائد الموجِّــــه، اي القائد الذي يختار سلوكا اداريا تـكثر فيه الاوامـر والتوجيهات٠ واذا قام الرئيس عوضا عن ذلك باستخدام اسلوبا يتصف بالمشاركة او التفويـض في مكان او موقـف يحتاج الفرد فيــه للــتوجيه الشخصي المكثف، فان الاسلوب المتبع آنذاك هو نتاج نقصان القيادة (انظر نظرية هيرسي وبلانكارد٠
ان الرئيس القــادر هو الذي يتأمّل في ويميّز بين عمليات القيادة والرئاسـة التي يريد الالتزام بها، فهو الذي يعرف المواضيع التي تصلح فيها اعــتبار فن الرئاسة والمواضيع التي تصلح فيها ممارسة القيادة لكي يتثني له تكييـف اساليب تدخله في نشاطات المنظمة وفقا للموقف الذي امامه والعمال والموظفين الذين يريد التأثير عليهم٠
ان مصطلح القيادة تغيّرت محتوياته بظهور مصطلح «المجموعات المسيرة اختياريا» ومصطلح «المجموعات نصف المسيرة اختياريا» ولهذان المصطلحين تاريخهما التنظيري بانتمائهما لمدرسة تورسرود التي يحبّــذ روادها اشراك مجموعة العمل في الامور التي تحدث داخل المنظمة او الشركة بطريقة شاملة او حزئيـّــة (انطر تورسترود واميري)٠
واذا نظرنا لفحوى هذه المصطلحات انطلاقا من مفاهيم ابن خلدون فاننا نجده يعرّف المعاونــة على انها تتكوّن من المفاوضة ثم المشاركة وما بعدهما، اي ما ينتج عنهما من المؤالفة والصداقة والسلم٠ فالمفاوضة تجتمع فيها الرؤوس لتتبادل الاراء والمشاركة تجتمع فيها الايادي للقيام بعمل معيّن٠ وانطلاقا من هذا التعريف الخلدوني يمكننا ان نصف القائـــد بانه من يلتزم المفاوضة ويـتفادي مشاركة الاخرين، بينما الرئيس هو من يجمع بين المفاوضة والمشاركة ويجني ثمار جمعهما عبر المؤالفة والصداقة والسلم٠